عرض المقال
هل حاربت الملائكة فى أكتوبر؟
2013-10-07 الأثنين
هل حرب أكتوبر كانت مجرد معركة عسكرية بين خصمين، أم معركة فكرية بين ثقافتين؟، هل التغيير فى نوعية السلاح هو الذى صنع النصر فقط، أم أن التغيير تجاوز ذلك إلى نوعية الفكر ونوعية المقاتل؟ هذا هو السؤال المهم الذى يمكننا من استيعاب الدروس المستفادة والتى تجعلنا نصنع «6 أكتوبر» جديداً على مستوى الاقتصاد وعلى مستوى الثقافة وعلى مستوى السياسة وعلى مستوى العدالة الاجتماعية، مقارنة فكر 6 أكتوبر الذى صنع النصر والعزة والنور بفكر الإخوان الذى صنع الخيبة والعار والظلام هى مقارنة مهمة بأن صانع نصر 6 أكتوبر، هو تغيير نمط الفكر وإليكم بعض الأمثلة:
* المنهج العلمى فى التفكير مقابل المنهج الغيبى الأسطورى، فقد حاول بعض الدعاة وقتها الترويج لأسطورة أن الملائكة هى التى حاربت وأنهم قد رأوا ذلك بأنفسهم، وهو نفس مفهوم أن جبريل هبط فى رابعة وساند المعتصمين حتى يعود المرسى المنتظر!، ولكن الحقيقة أن المنهج العلمى الذى اتبعه الجيش فى التخطيط للحرب منذ الاستنزاف وبناء جيش جديد على أسس جديدة هو الذى صنع النصر، وأن استيعاب الدرس من العدو ليس عيباً، فإسرائيل لم تعتمد على الملائكة لهزيمتنا فى ستة أيام ولكنها اعتمدت على العلم، كانت البداية هى المقاتل ونوعية المجند الجديد، فلا يعقل أن يتحكم فى صاروخ سام 6 مجند أمى لا يقرأ ولا يكتب ولذلك بدأت المؤهلات العليا توظف فى أماكنها الصحيحة فى الجيش المصرى، بدأ العلم يحل محل العشوائية التى كانت السبب الرئيسى فى هزيمتنا فى 67.
* فكر الإصرار والعزيمة والتخطيط والابتكار مقابل فكر اليأس والتواكل والعشوائية والتقليد، فالسد المنيع الذى اسمه خط بارليف لم يزرع ويبث اليأس قط فى الجيش المصرى، ومهما كان حجم المشكلة، فلابد أن تجد لها حلاً على أرض الواقع ولا تكتفى بمجرد الدعاء والتوسل مثلما كان يفعل الإخوان الذين كانوا يقنعوننا بفشل مرسى على أنه قمة النجاح ويروجون له على أنه معجزة لمجرد أنه رئيس يصلى برغم أن الصلاة لم تهبط على المصريين فى زمن مرسى وبالرغم من أن حكاماً ديكتاتوريين فاشيين جلسوا على عرش مصر كانوا يصلون أيضاً، ابتكر الفكرة مهندس مسيحى وهذا المهندس طبقاً لتفكير الإخوان لا يولى ولا يسمح له بالتفكير من أساسه فضلاً عن تنفيذ آثار هذا التفكير!، ولكن الجيش احترم ابتكاره ونفذه وانتصر به.
* فكرة تقديس حدود الوطن فى مقابل فكرة التفريط فيه، هذه فكرة بسيطة وبديهية نقدمها لمن كانوا على استعداد للتفريط فى سيناء وحلايب وشلاتين تنفيذاً لأوامر التنظيم الدولى ودعماً لإخوان حماس وإخوان السودان، بعد نهاية حرب أكتوبر عسكرياً بدأت حرب أكتوبر أخرى سياسية للتفاوض حول أرض طابا التى هى بالعرف الإخوانى القطبى حفنة من تراب نجس ولكنها فى عرف وعقيدة الجيش المصرى حفنة من تراب أغلى من الذهب مستعدين أن نبذل الدم لاستعادة حفنة منه، استعاد الجيش والدولة والمصريون طابا والتى هى بمقياس الأمتار كانت صفقة رابحة لو تركناها لإسرائيل مقابل حفنة بنكنوت تعويضاً وإرضاء، ولكن مفهوم التفريط ليس من عقيدة الجيش والمفروض ألا يكون من عقيدة الحاكم ولكن عندما يكون الحاكم إخوانياً، فمن العادى جداً ومن غير المستغرب ولا المستهجن أن يتم التفريط، بل والإفراط فى التفريط.
هذا ما جعلنا ننتصر فى حرب أكتوبر وبإذن الله هذا ماسيجعلنا ننتصر فى معركتنا ضد الجهل والتخلف.